chusss - The Visitor BLOG: August 2013

15 August 2013

مع نفسك

مع نفسك!

تشير أحد الإحصائيات سنة 2006 أن عدد المنتحرين يوميا يصل إلى 3000 شخص في العالم. أي بمعدل شخص ينهي حياته بإرادته كل دقيقة تقريبا!

وتوجد بعض المعلومات التي تؤكد أن نصف المال الموجود في العالم بالكامل تملكه عائلة واحدة. 
بينما تمتلك عشر عائلات أخرى 90% من النصف الأخر...

ويتبقى 10% فقط من نصف المال الموجود في العالم كله لأكثر من 6,5 مليار إنسان ليعيشوا منه... يتصارعون عليه ويقتلون بعضهم البعض من أجله!

من ضمنهم أنا وأنت وعائلاتنا وأصدقاؤنا ومعارفنا وكل الذين ماتوا اليوم في مصر من جميع أطياف الشعب وفصائله باتجاهاتهم المختلفة الدينية والسياسية...

وبالرغم أني أشعر ببعض الحزن تجاه كل من ماتوا بشكل عنيف وكانوا ضحايا اللعبة السياسية اليوم إلا أنني أنسى كل هذا الحزن عندما أدرك حقيقة واحدة وهي أنهم فارقوا العالم الذي نعيش فيه اليوم ولابد أنهم في مكان أفضل الأن!

أنا الأن في الثلاثينات من عمري وعلى أفضل تقدير سأعيش 30 سنة أخرين حتى أموت وهذا بالطبع فرض متفائل جدا إذا لم يستجد أي أمر!

كثيرا ما أتذكر التجربة الشهيرة التي حصلت في ماليزيا والتي يذكرها الكثيرون كمثال مشرق للتغيير إلى الأفضل وهي التجربة التي نهضت بتلك الدولة ونجحت في توفير حياة كريمة للمواطنين.

ولكن مالا يذكره الكثيرون عن هذه التجربة أن الشعب الماليزي لم يبدأ بجني أي ثمار أو حتى التقاط أنفاسه إلا بعد 20 سنة وذلك عندما تجانس الشعب بكافة أطيافه والتحم وأدرك أن الفرقة كانت السبب الرئيسي لكل معاناة واجهوها في الماضي وبذلوا كل ما يمكن في سبيل التوحد والتفاهم والإيمان بمفهوم المركب الواحد والذي يود كل من فيه أن يتفادى الغرق والنجاة والاستمرار.

الأن وبافتراض أننا سننجح في اختيار قائد سياسي بارع وحكومة شريفة ومسؤولة ليساعدونا أن نصل إلى مانريده من استقرار وحياة كريمة غدا في الصباح الباكر..

فإنه وعلى أقل تقدير أمامنا 20 سنة من العمل الجاد والإخلاص حتى نبدأ في جني أي ثمار .. وفي ظل الظروف الحالية في العالم ككل وفي كل البلاد تبدو 20 سنة فقط نوع من التفاؤل أو التهاون في تقدير الأمور...

إذا كان لديك أي أحلام أو أمال عريضة في مستقبل مستقر ومزدهر فغالبا حتى وإن أدركت هذا المستقبل فلن تعمر فيه طويلا... لذلك فمن الأفضل أن تفكر في أولادك وفي كل من ستتركهم بعدك في هذه الحياة.

وإذا كنت لاتتفق معي في هذه النظرة التي تبدو مظلمة أو كثيرة التشاؤم فعلى الأقل ستتفق معي أن أبناؤك يستحقوا مستقبل أفضل مما نحن فيه الأن ويستحقوا أن يعيشوا في أمان بعيدا عن الحروب الأهلية والقتل والتشريد والمعاناة.

هل تعلم أن بجانب الأشخاص الذين قتلوا اليوم في مصر وال3000 شخص الذين يقتلون نفسهم كل يوم في العالم يوجد 25,000 إنسان يموتون في أفريقيا وحدها كل يوم ...
كل يوم !!! من المرض والجوع والعطش ...

إذا كانت هذه الأرقام تمثل لك أي معنى فرجاءا اعلم أن الناس الذين يمشون بجانبك في الشارع كل يوم والذين تراهم حولك وتحتقرهم وتعاديهم لأن رأيهم يختلف عن رأيك وربما تحاول إيذاءهم هم مجرد ضحايا... مثلك ومثلي...

ومن هم في القمة السياسية والإقتصادية يلعبون وسيظلوا يطبقون لعبة التقسيم والتفرقة حتى النهاية...

وبفرض أن النهاية ستكون لصالحك فلن تصل إليها بمعاداة ضحايا أخرين مثلك في المجتمع.

إذا كان لديك مايمكن فعله في هذه القضية فرجاء وجه غضبك وثورتك ضد شخص مسؤول بدلا من أن تعارض أشخاص لا يشكلون أي تأثير في اللعبة السياسية ولن يتعدى كل ما سيجنون من مال في حياتهم أكثر من القدر اليسير القليل القليل! القليل! القليل! القليل! 

وإذا كان لديك أي نوع من أنواع الطاقة الإيجابية فرجاء مع نفســـك!

فكل النصائح والتوجيهات والأفكار التي يمكن أن أساعد بها أحتفظ بها لنفسي وللمقربين من حولي من أسرة وأصدقاء لأنها ستكون غير مناسبة ولن تشكل أي قيمة لشخص عبقري مثلك يعرف الحقيقة كلها!

لذلك مرة أخرى... مع نفســـك!

سلامو عليكم.

م.ش.
15 أغسطس 2013